ثمة احتفاء خجول بغياب الناس عن كثير من شوارع المدن الكبيرة في العالم، بدأ في الانتشار على منصات الإعلام الاجتماعي وسط الأخبار المفزعة حول وفاة عشرات الآلاف وإصابات مئات الآلاف غيرهم بمرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد – 19”.
في البدء كانت إيطاليا، ثالث بؤرة للوباء، بالترتيب الزمني، بعد كلًا من الصين وإيران، والتي قيل أن شواطئها عادت إليها الدلافين، وقنوات البندقية صارت أكثر نقاءً بعد إجراءات الإغلاق الكامل.
في فيديو نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، تظهر معالم العاصمة الإيطالية خالية من البشر، بعد شهرًا من بداية الحجر الصحي الذي فرضته السلطات.
📹 تبدو شوارع #روما خالية من السكان بعد حوالى شهر على بداية الحجر الصحي الذي فرض للحد من تفشي #كورونا المستجد#فرانس_برس pic.twitter.com/HWaOsXBpUd
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) April 6, 2020
وبإمكانك سماع، في الفيديو، خرير الماء القادم من تحت أحد الجسور، ووقع خطوات شخص، على الأغلب سيدة شابة، تجري وحدها في أحد الشوارع، بينما تشير النصوص التي أعدتها الوكالة إلى تجاوز عدد الوفيات بالبلد الأوروبي الستة عشر ألفًا.
In California, the shutdown of businesses and activities related to #COVID19 has led to a decrease in nitrogen dioxide concentration. Researchers with @NASA_SPoRT used data from @ESA_EO’s Sentinel-5P satellite to track concentrations of NO2.https://t.co/LFXzRs6UT1 pic.twitter.com/yJLgbcUClz
— NASA Earth (@NASAEarth) April 6, 2020
وكما يظهر من بعض منشورات وتغريدات الجمهور أن للاحتفاء طابع بيئي، يظهر اهتمام مؤسسات علمية أيضًا بالتوابع البيئية للغياب “الجزئي” للإنسان وأنشطته “الاقتصادية”. إذ أدى أغلاق الأنشطة التجارية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بغرض السيطرة على انتشار الوباء بالولايات المتحدة، إلى انخفاض نسبة ثاني أكسيد النيتروجين في هواء الولاية، بحسب باحثين متعاونين مع مركز أبحاث وتحليلات التنبؤات قصيرة المدى بوكالة ناسا.
ويعزو أحد حسابات الوكالة على منصة تويتر انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين، والذي تتسبب فيه السيارات، إلى “تباطؤ الأنشطة التجارية والاقتصادية خلال شهر مارس”.
ألا يمكن أن يكون السلوك البشري المدمر للبيئة، هو الذي يدفع الفيروسات إلى الانفجار في نوبات استثنائية من الضراوة، لكف يد البشرية عن مزيد من نهمها الأناني المتغوِّل والمُستهتر؟https://t.co/j2IHTlZBvk#للعلم pic.twitter.com/3qbsCE8qSL
— للعلم (@ForScienceAr) April 3, 2020
وكان قد التقط الكاتب المصري محمد المخزنجي الخط ذاته في مقال نُشر له بموقع “للعلم”، النسخة العربية من مجلة ساينتفك أميركان، مطلع أبريل الجاري: مشيرًا إلى “بيانات القمر الصناعي سينتينيل-5 )5 -(Sentinelالتابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، التي تعكس قياس تركيزات غازات الدفيئة والملوثات في الغلاف الجوي، أوضحت أنه بين 1 يناير و11 مارس من هذا العام، انخفضت تركيزات غاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) فوق إيطاليا”. متسائلًا عن أمكانية تغيير أساليب حياة البشر التي أدت تراكم التلوث وتضاعفه.
وبينما يتصاعد هذا الاحتفاء، الذي لم يصل بعد إلى مرحلة الترند بعد، أخذت الحسابات والصفحات الساخرة دورها في المشاركة بهذا “الاحتفاء” أيضًا.